عالم الرؤيا والاحلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اقوال من مصطلحات القران الكريم

اذهب الى الأسفل

اقوال من مصطلحات القران الكريم Empty اقوال من مصطلحات القران الكريم

مُساهمة  engmze الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 17:00

الرؤيا الصادقة في القرآن الكريم

إن أول مصدر بين أيدينا ، يتحدث عن الرؤيا الصادقة ، واضعاً شروطها وقوانينها هو القرآن الكريم . فقد عرض لنا سبع رؤى صادقة هي :

1- رؤيا إبراهيم عليه السلام عندما قال لابنه :

) يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ([ الصافات : 102] .

وهي أول وأقدم رؤيا عرضها القرآن الكريم . وفيها أول أصل من أصول هذا العلم وهو الذبح .

وعلى هذا فإن رؤية الذبح في المنام فيه هذا ن المعنيان : ذبح الكبير للصغير ظلم . وذبح الصغير للكبير عقوق .

وعن هذا الأصل تتفرع معان عدة في الذبح ، فإن كان الذابح والمذبوح متساويين في السن ، أو المكانة ، فهذا بشرى للذابح برد اعتباره أمام المذبوح .

فإذا رأى أنه يذبح كبشاً ، وكانت امرأته حاملاً ، فهي بشرى بأنه سيرزق بغلام .

2- رؤيا يوسف عليه السلام عندما قال لأبيه :

) إني رأيت أحد عشر كوكباً ، والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ([ يوسف :4]

تحتاج هذه الرؤيا إلى وقفة تحليلية مطولة ، لفهم المعدود فيها وهو ( كوكب ) و ( الشمس والقمر ) .

ومن المؤكد أن عدد إخوته من أبيه كانوا عشرة ( [10] ) . وأما الحادي عشر فهو أخوه بنيامين الذي كان أصغرهم سناً . وما وصفوا بكلمة ( كوكباً ) لعلو مكانتهم كما يقول المفسرون ، وإنـما على النقيض من ذلك تماماً .

ولقد دلَّ لفظ ( الشمس ) على أبيه ، كما دلَّ لفظ ( القمر ) على أمه . هذا ما يقوله المعبرون . لكن القمر في هذا الموضع دلَّ على زوجة أبيه . فهي ليست أماً له بل خالته ، ومما لا شك فيه أنها هي خالته من جهتين . الأولى : أنها زوجة أبيه الأولى ، والثانية أنها أخت لأمه ( [11] ) . ومن المعلوم أن الكواكب والنجوم تتبع النظام القمري . وعلى هذا فإن هؤلاء الأبناء الأحد عشر كان يتبعون أمهم ، ويرهبونها .

شخصية هذه الزوجة كانت قوية إلى تلك الدرجة التي جعلتها تعزل أبناءها عن أبيهم ، وتبعدهم عنه . فلم يجرؤ واحد منهم ، لا صغيرهم ، ولا كبيرهم ، أن يبوح لأبيه عن مكر اخوته بيوسف .

لقد بلغت كراهيتهم ليوسف مبلغاً عظيماً وصل إلى حد القتل ، ومع ذلك لم يبح أي واحد منهم لأبيه ولو سراً بما يمكر إخوته به .

هذه الكراهية المتأصلة في نفوسهم ليوسف وأخيه ما هي إلا ثمرة فاسدة من ثمار هذه العلاقة الزوجية بين يعقوب عليه السلام وامرأته .

ولكي أريح القارئ من هذا الاستنتاج ، فإنني أستبق ما قلته فيما بعد ، عن النظام القمري باعتباره النظام الذي يشكل في كل ما يصدر عنه أذى مستمراً لعالم الإنسان وهو العالم الذي يتبع النظام الشمسي .

لقد حدد الله سبحانه العلاقة بين هذين العالمين بقوله : ) لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ( [ يس : 40] ، فإذا كانت الشمس هي أبوه . وأن القمر هي خالته ، فإن من صفات هذه المرأة أنها سعت خلال حياتها الزوجية مع يعقوب عليه السلام ، أن تكون لها الكلمة الفاصلة عنده . وأن يكون تبعاً لها .

لقد كانت شخصيتها مسيطرة مستبدة ، ولقد نجحت في تكريس ذلك على أولادها ، لكنها لم تكن لتنجح في ذلك مع زوجها .

فرجل مثل يعقوب عليه السلام لا يمكن أن يقبل أو يتقبل أن يعيش – وهو نبي – في ظل امرأة تتحكم به وتسيطر عليه . امرأة تسلبه رجولته وكرامته . لكنه كان صابراً عليها ، حليماً بـها ، مدركاً للأذى الشيطاني الذي يخضعها لتحقيق رغبات فاسدة كرغباتها .

ألم يقل لابنه يوسف عندما قصّ عليه رؤياه ) لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين ( [ يوسف : 5] .

لقد كان يعقوب عليه السلام مدركاً تماماً لطبيعة زوجته ، وآثارها السيئة في تربية أولادها . لقد كانت تربية بعيدة عن أي احترام لأبيهم ، ولا بد أن يرافق ذلك ، سموم تنفثها في صدورهم مليئة بالاحتقار والسخرية منه .

واحتمل يعقوب عليه السلام منها ما احتمل ، محافظاً على هذا المركب الزوجي من التصدع . فمما لا يليق به ، وقد أنجب هذا العدد من الأولاد منها ، أن يقوم بتطليقها ، فالطلاق في حالة كحالة يعقوب عليه السلام وهو النبي الملزم بالمحافظة على سمعته ومكانته لا يحل المشكلة التي يواجهها ، بل – إن طلّقها – نقلها من السر إلى العلن ، وفتح الباب على مصراعيه أمام نيل الناس منه ومن نبوته .

ولم يكن هناك من حل أمامه ، بعد هذا الصبر الطويل عليها ، وأمام إصرارها وعنادها وتكبرها ، لم يكن هناك من حل سوى أن يتزوج عليها .

هذا الحل الذي ارتأه يعقوب عليه السلام ، أصابـها في صميم كبريائها . لقد استبدل بـها زوجة أصغر سناً منها ، وأكثر جمالاً .

وأما صغر سنها ، فهي قدرتها على الإنجاب . وأما أنها أكثر جمالاً منها . فدليله جمال ابنها يوسف ( [12] ) إذ لم يوصف أحد من أبناء يعقوب عليه السلام بالجمال سواه .

وسواء كانت ( راحيل ) الزوجة الثانية أختاً لها كما يقول المؤرخون ( [13] ) أو لم تكن ، فإن ذلك لم يحدث أثره المطلوب في كبح جماحها .

فتعاظمت كراهيتها لزوجها ، وكراهية أبنائها لأبيهم ، وانعكس ذلك مباشرة على هذين الولدين اللذين فقدا أمهما مبكراً .

ولما لم يكن هناك من يربيهما ، بعد موت أمهما ، فقد أُلزمت هي بتربيتهم .

هذا هو العدل الإلهي الذي يرد الصاع بالصاع . فلو أنها كانت مع زوجها كما يجب على الزوجة أن تكون ، لما أجبرت زوجها على الزواج من امرأة أخرى ؛ ولكانت قد أعفت نفسها من أن تقوم بتربية أبناء عدوتها وضرتها .

ومن المؤكد أنها كانت تردد على مسامع أولادها ، فعلة أبيهم بـها . وبدلاً من أن تضم هذين الصغيرين إلى صدرها ، مانحة إياهم حبها وحنانها ورعايتها ، فإنها بدلاً من ذلك ملأت قلوب أبنائها كراهية لهم ، وغيرة منهم . لقد تعاظمت هذه الكراهية في نفوس هؤلاء الأبناء على مر السنين لأخويهم ، فلم يخفف من حدتها ضياع أخيهم هذه السنوات الطويلة ، ضياعاً ملأ قلب أبيهم حزناً على فقده لولده .

ولم يستفق ضميرهم مؤنباً لهم على ما فعلته أيديهم . فلم تندّ من أحدهم كلمة واحدة فيها مواساة لأبيهم على مصابه هذا ، بل أرادوا ألا يذكر أبوهم أخاهم ولو بكلمة واحدة فقالوا : ) قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين ( [ يوسف : 85] .

ويورد الطبري حواراً أُجري بين هؤلاء الأخوة وبين أخيهم بنيامين في مجلس يوسف عليه السلام قبل أن يُعرّفهم على نفسه فيقول :

فحدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال :

لما استخرجت السرقة من رحل الغلام انقطعت ظهورهم وقالوا :

يا بني راحيل ، ما يزال لنا منكم بلاء ! متى أخذت هذا الصواع ؟

فقال بنيامين : بل بنو راحيل الذين لا يزال لهم منكم بلاء ، ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البرية ( [14] ) .‍‍‍‍

ولقد كان يعقوب عليه السلام مدركاً لهذا المحيط المشبع بالكراهية والغيرة على ولديه اليتيمين ، ولذلك طلب من ابنه ألا يقصّ رؤياه على اخوته ( فيكيدوا له كيداً ) .

لكن هذا الإدراك لم يكن سطحياً ، هدفه التهرب من تحمل المسؤولية ، بل كان إدراكاً جوهرياً مصدره الشيطان الذي زرع تلك الأفكار المسمومة في ذهن زوجته . ولذلك قال ( إن الشيطان للإنسان عدو مبين )



engmze
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اقوال من مصطلحات القران الكريم Empty رد: اقوال من مصطلحات القران الكريم

مُساهمة  engmze الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 17:01

ولقد أدرك يوسف عليه السلام فيما بعد أن ما حدث بينه وبين اخوته مصدره ذلك النفث الشيطاني الذي دخل على أمهم من قبل ، فأوصلها إلى ما وصلت إليه . والذي كان هؤلاء الاخوة ضحية مباشرة له عندما قال :

) وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ( [ يوسف :100] .

وإذا كان القمر قد دلّ على شيء فإنه يدلّ على ذلك النزغ الشيطاني الذي صاحب هذه الأم ورافقها ، فصدرت عنها تربية فاسدة بنيت على كراهية وغيرة ( [15] ) .

وإذا كانت الشمس قد دلت على يعقوب ، فهي الدلالة على الحق والصدق والصفاء . وهذان أصلان من أصول هذا العلم .

ولتأكيد الحقائق التي تضمنها هذان الأصلان وهما الشمس والقمر ، فإن السلف الصالح لم يكن فهمه عنها بعيداً .

فقد روي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكواكب ، فكان شطر مع الشمس ، وشطر مع القمر ، فقص رؤياه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : مع أيهم كنت ؟ قال : مع القمر ، فقرأ عمر ) فمحونا آية الليل ، وجعلنا آية النهار مبصرة([ الإسراء : 12] ، وصرفه عن عمل حمص ، فقضى أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل ( [16] ) . واعتماداً على فهم المعاني التي تتضمنها هذه الأصول ، فقد قمت بتأويل هذه الرؤيا التي تتصل بالنظام القمري . وإليك هذه الرؤيا وما نتج عنها من أحداث بعد تأويلها .

زارني صديق ذو رتبة عالية في الجيش ، ومعه زوجته ، وأخت له ، ومعهم شاب متخرج في الدراسات النفسية من الولايات المتحدة الأمريكية . هذا الشاب معه أخته وهي فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها . وهما ابنا أخت لهذا الضابط الصديق وهما مقيمان في الأردن . كان الوقت صيفاً ، فجلسنا على البلكون .

وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث ، وكان الجو منعشاً ، وكل شيء هادئاً ، التفت الضابط قائلاً : إن ابنة أختي تعاني من رؤيا رأتها وتريد منك أن تعبرها لها .

قالت : رأيت نفسي واقفة فوق سطح بيتنا ليلاً ، فنظرت إلى السماء فرأيت النجوم وهي تشكل أشكالاً عجيبة جميلة رائعة . فقلت لأبي : ألا ترى معي ذلك ؟ فقال لي : لا تنخدعي يا ابنتي بمنظرٍ كهذا .

التفت إلى الضابط وقلت : هل لديكم استعداد كافٍ لما سأقوله ؟ قال : نعم ، ولم يدرك مغزى سؤالي . فسألتها : هل تتراءى لك مخلوقات من عوالم أخرى ؟

لقد كان سؤالاً واحداً وحيداً من بين عشرات الأسئلة التي يمكن أن تطرح . وما كدت أُنهي سؤالي ، وإذا بي أراها واقفة ، قد نزعت غطاء رأسها ، وصرخت صرخة بعيدة مدوية ، ثم وضعت قدمها على كنبتها تريد أن ترمي بنفسها من الدور الثاني .

عندئذ وقف الجميع وقد أمسكوا بـها ، فما كان منها إلاّ أن جثت على الأرض ، وزحفت جاثية على قدميها ويديها خارجة من بين الكراسي ، إلى الممر المؤدي إلى الصالون . وهناك بدأت تلقي بكل ما تحمله في يديها وأذنيها من حلي ، وهي تتأوه ثم تصرخ صراخاً مصحوباً ببكاء موجع .

لم يكن هناك من حل بين أيدينا إلا أن نوقف هذا الأذى الشيطاني الواقع عليها من شركاء جدد يصطحبونها ، إلا قراءة القرآن .

ولساعتين متصلتين ونحن وقوف حولها ، كنت أقرأ أواخر سورة البقرة )آمن الرسول( بصوت عالٍ و يرددون معي . وقف أخوها مذهولاً أمام ما يراه ، ويبدو أنه قد شعر بالعجز عن مد يد المساعدة لأخته فقال وهو مضطرب : ماذا يمكنني أن أفعل لها ؟ قلت له : اقرأ معنا وحسب .

أمام هذه الوقفة الجماعية المصحوبة بقراءة الآيات من أواخر سورة البقرة ، بدأت تظهر عليها تدريجياً عوارض الهدوء ، ثم عادت إلى طبيعتها ، لكنها كانت تتحاشى أن تنظر إليّ . وعند انصرافهم قال لي الضابط وقد أستوعب المغزى من سؤالي : لو كنت أعلم بحالتها هذه ما كنت جئت بـها . ولكن أخبرني كيف استطعت أن تعبر ذلك ؟

قلت : لقد ذكرت هي النجوم التي تتشكل ، وهذه النجوم تتبع النظام القمري ، وكل ما يتبع هذا النظام فإنه يدخل منه أذى شيطاني علينا .

ولنا في فصل قادم تفصيل أكثر عن هذين النظامين ، ودلالة كل منهما في علم تأويل الرؤيا .

engmze
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اقوال من مصطلحات القران الكريم Empty رد: اقوال من مصطلحات القران الكريم

مُساهمة  engmze الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 17:01

يوسف والتأويل



كيف أصبح يوسف عليه السلام معبراً ؟ من المؤكد أنه أصبح معبراً عندما دخل السجن ، أما قبل السجن فلم يكن كذلك .

ولا بد لنا قبل أن نخوض في تحليل الرؤى الثلاثة ، التي قام بتأويلها وهو في السجن . من أن نتعرف على التجربة التي مرّ بـها قبل السجن فأوصلته إلى أن يخصه الله سبحانه بهذا العلم .

ونبدأ بقول الله تعالى له : ) وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث([ يوسف :12] .

فالفعل ( يجتبيك ) هو فعل استعمله الله سبحانه لاثنين من الأنبياء ، مرّ كل واحد منهما بتجربة مريرة .

أولهما كان آدم عليه السلام ، الذي تعرض لتجربة قاسية مع الشيطان . وتفصّل الآيات الكريمة بألفاظ مكثفة أبعاد هذه التجربة فتقول :

) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ، فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ( [ طه :120-122] .

فهنا عصيان لأمر الهي ، يتبعه غواية من الشيطان ، كادت أن تذهب بآدم عليه السلام .لقد كانت هذه التجربة مُرة قاسية على آدم ، فهو أول من مرّ بتجربة كهذه .

فقد كان صراعه مع الشيطان صراعاً لا مرئياً ، ولم يكن انحرافه وعصيانه نابعاً من ذاته ، وإنـما بفعل مؤثر خارجي لا مرئي له .

ولما كانت كل تجربة لها خاتمة كما أن لها بداية ، فقد كان ( الاجتباء ) لآدم خاتمة لها .

وأما الاجتباء الثاني فكان ليونس عليه السلام . فقد وصف الله سبحانه تجربته فقال : ) فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ، لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم ، فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ( [ القلم :48-50] . فيونس عليه السلام ، أوصله قومه إلى قمة الغضب ، عندما رآهم معرضين عن الإيمان بدعوته ، فغادرهم غاضباً قد مُلئ غيظاً ، ولم يدرك أن غضبه هو ما يريده الشيطان منه ليصرفه عن استكمال دعوته لقومه .

وهنا نجد أنّ عصيانه في تنفيذ الأمر الإلهي الذي كُلف به ، لم يكن نابعاً من ذاته ، وإنـما بفعل مؤثر خارجي عنه . وأمام هذا العصيان كان هناك ( الاجتباء ) ليونس خاتمة لهذه التجربة . أما في حالة يوسف عليه السلام فقد كان هذا ( الاجتباء ) مقدراً عليه من قبل أن يخوض أية تجربة ، ومن قبل أن يتعرض لأي مؤثر خارجي شيطاني أو غير شيطاني .

ولما كان ( اجتباؤه ) والمعنى هنا اختياره وانتقاؤه مقدراً عليه من قبل ، فلا بد عندئذٍ من إحاطة هذه التجربة بالشروط الكفيلة بنجاحها .

ولهذا فلقد تم اقتلاعه من محيطه التربوي والاجتماعي بعيداً عن تأثير أبيه النبي يعقوب عليه السلام عليه ، ثم نفيه إلى محيط اجتماعي مختلف تماماً عن مجتمعه في عاداته وتقاليده ومفاهيمه .

فالمجتمع المدني يتسم بحرية أفراده ، وللمرأة فيه حظ كبير من الحرية والاستقلال والتنقل ، أما المجتمع الصحراوي فهو مجتمع يقيّد أفراده بقيم القبيلة ، ومفاهيمها ، وليس للمرأة فيه حظ كحظها في مجتمع المدينة .

هذا الإطار الخارجي لهذه التجربة ، هو الإطار الذي وفّر ليوسف هذه الحرية التي كان يفتقدها ، والتي هو بحاجة ماسة لها . فقد جاء إلى هذا الوسط الاجتماعي فتى لا يزيد عمره عن سبعة عشر عاماً ( [17] ) ، ثم ها هو ذا ينتقل فيه من مكان لآخر حتى استقر المقام به في بيت العزيز .

هذه الخبرة الاجتماعية التي تنامت معه ، صقلت شخصيته ، فمنحته تلك الرجولة التي تستهوي النساء المتزوجات في أزواجهم .

لقد كان بيت العزيز هو الإطار الداخلي الذي يحقق لهذه التجربة شرطها الضروري ، ففيه امرأة متزوجة ذات غنى ، ولها حريتها التي تمكنها من أن تفعل ما تشاء .

أضف إلى ذلك تمتعها بشخصية قوية قادرة على أن تتحكم بشؤون بيتها وأن تفرض إرادتها على زوجها .

هذا الزوج الذي صوره القرآن الكريم بأنه مسلوب الإرادة ، ضعيف الشخصية أمامها ، قد سلبت منه نخوته ، وحرصه على عرضه .

إذ أنه ، وبعد أن انجلت حقيقة خيانتها أمامه ، لم يزد على قوله : ) يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ( [ يوسف :29] .

رجل كهذا إرادته مسلوبة في بيته ، وشخصيته ضعيفة إلى هذا الحد أمام زوجته ، مع أنه في منصب حكومي يفرض عليه أن يكون آمراً وناهياً وذا شخصية قوية في عمله أمام رؤسائه .

وتمرّ الأيام والسنون بيوسف عليه السلام في هذا البيت ، وهو تحت نظر امرأة العزيز وبصرها فينكشف أمام عينيها جماله ورجولته .

هذه الرجولة التي كانت تفتقدها في زوجها ، فليس جمال الرجل مقياساً لشخصه ، إذ أن مقياس الجمال إنـما تقاس به النساء ، وإنـما المقياس الحقيقي لجمال الرجل هو رجولته .

وما الرجولة إلا أن يكون حازماً في مواطن الحزم ، ليناً في موضع اللين ، له رأي سديد يمليه بثقة وبعد نظر .

كل صفات الرجولة هذه كانت بعيدة كل البعد عن العزيز زوجها . وربما تكون هي نفسها قد ساهمت في إفقاد زوجها هذه الرجولة ، وتحويله إلى مسخ بين يديها .

أما كيف استطاعت أن تفعل ذلك ؟ وأن تسعين بمن يمكنّها من تحقيق هذا الهدف ؟ فهذا ما يقدمه هذا التحليل الجديد لهذه الشخصية .

وهنا لا بد من أن نعالج نقطتين جوهريتين في هذه القصة القرآنية .

أولهما : شخصية امرأة العزيز . هذه الشخصية كانت تستمد قوتها في تحطيم مكانة زوجها ، وسمعته ، ثم في إغراء يوسف عليه السلام ، ومن ثم ملاحقته فيما بعد عندما امتنع عنها وحبك المؤامرات الكفيلة بإيصاله إلى السجن .

كل هذا كانت تفعله عن قوة واقتدار لا تملكها معظم النساء . وليس من المعقول أبداً أن تستعين برجال يعملون تحت إمرة زوجها ، لأنها لا يمكن أن تستخدم من يكون جاسوساً عليها ، بحيث ينقل أخبارها إلى زوجها .

وإذاً فما هو مصدر قوتها هذه ؟ ليس هناك من تحليل مقنع لمعرفة مصدر هذه القوة ما لم يكن لها شركاء من عالم الجن .

هؤلاء الشركاء – ليسوا مرئيين – ويمكن لهم أن يكونوا بين يديها خدماً حاضرين . ولكونهم ذكوراً ، فإن تكليفهم بأي أمر ، إنـما يقومون به بلا شفقة ولا رحمة ، وكل همهم أن ينالوا رضا شريكتهم .

ألم يصف الله تعالى هذه الحقيقة عندما قال : ) واتخذوا من دون اللّه آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون ( [ يس : 74-75]

ألم تقل هي نفسها بصوت مرتفع أمام النسوة الشامتات بـها ، وبكل ثقة واقتدار ، وبلا أدنى حياء أو خجل ) ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً من الصاغرين ( [ يوسف :32] . ألم يكن رفضه في تحقيقه لشهوتها ، طعنة بالغة لأنوثتها ؟ وهل هناك تحطيم أبلغ لامرأة تلقي نفسها بين ذراعي رجل لكنه يرفضها ؟ إنها مهانة كبرى لن تتقبلها ، وستحرص على أن ترد هذه الطعنة بطعنة أكثر إيلاماً من طعنته .

ولم يكن أمامها ما يحقق لها ذلك إلا أن تكيد . والكيد فعل شيطاني لا مرئي ، فيه يحيك المشاركون مؤامراتهم مع شركائهم . إنني أفهم هذا الكيد الذي اضطلعت به مع شركائها من خلال قولها عندما اعترفت بالمؤامرات التي كادت له فقالت : ) وأنّ الله لا يهدي كيد الخائنين ( [ يوسف : 52 ] ، فإذا كان الكيد منها ، فإن التنفيذ كان من شركائها الذكور فـ ( الخائنين ) جمع مذكر سالم . ولو كان شركاؤها إناثاً لقالت ( كيد الخائنات ) ، ولي وقفة عند لفظة ( الخيانة ) في فصل قادم .

لقد وصف الله تعالى هذا الكيد في أكثر من موضع دالاً من خلاله على المؤامرات التي يحيكها الشركاء للإيقاع بمن يريدون الإيقاع به .

) أم يريدون كيداً ، فالذين كفروا هم المكيدون ([ الطور :42]

) وما كيد الكافرين إلا في ضلال ([ غافر :25]

) فقاتلوا أولياء الشيطان ، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ([ النساء :76]

ولم يكن هناك من وسيلة ، أمام هذا الشاب الأعزل المنقطع الجذور، الخالي من أية حماية ، سوى اللجوء إلى الله تعالى ، يدعوه فيها إلى أن ينير له دربه، وأن يفتح له آفاق ما يجهله مما يحاك ضده

engmze
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اقوال من مصطلحات القران الكريم Empty رد: اقوال من مصطلحات القران الكريم

مُساهمة  engmze الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 17:02

وهنا تأتي الرؤيا الصادقة التي بدأت مع يوسف عليه السلام ، محذرةً له من مؤامراتهم ، وكاشفة له عما يخططون له للإيقاع به .

هذه العناية الإلهية التي أحاطته كانت من خلال تلك الرؤى الصادقة التي أُكرم بـها . وإنني لأرى أن هذا الكيد قد وصل أقصاه ، إذ أنه كانت هناك رؤى خاصة به تحذره من هؤلاء المجرمين الذين يسعون إلى قتله والخلاص منه .

ورؤيتي لهذا الواقع إنـما استنتجتها من خلال دعوته إلى ربه أن يسجن . فالسجن حماية للمرء من براثن القتلة خارجه . وعندما لم يستطيعوا قتله سعوا إلى سجنه ) ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه حتى حين ([ يوسف :35] .

وهنا تتحد الأهداف من وراء سجنه، فبالنسبة ليوسف عليه السلام هو حماية له ، وبالنسبة لأولئك يحقق الحد الأدنى لهم من سوء سمعته والتشهير به .

إلى هنا تكون هذه التجربة قد اكتملت أبعادها ، ووصلت إلى نهايتها التي أراد لها الله تعالى من قبل . ورؤية الإنسان نفسه في السجن في المنام أصل مستمد من أصول هذا التحليل ، ويدل على كل من سيتهم بتهمة باطلة هو بريء منها .

ولتأكيد هذا الأصل ، لا بد لي من أن أروي هذا المنام الذي قصته عليّ محضرة للعلوم في إحدى المدارس .

قالت : رأيت زوجي في نومي في السجن .

قلت لها على الفور : يتهم تهمة باطلة هو بريء منها ثم ينجو .

وبعد أسبوع تماماً . قالت لي : من أين استجمعت تأويلك لرؤياي عن زوجي ؟ لقد كان تأويلاً صادقاً تماماً .

وقصته كما يلي : إن زوجي كان متطوعاً في الجيش ومسؤولاً أثناءها عن قطع عسكرية ذات قيمة ، ولما بلغ الستين تم إعفاؤه من العمل .

وبعد خمس سنوات من إعفائه جاءه تبليغ بحضور محكمة عسكرية ، وكان ذلك بعد تأويلك لرؤياي . وعندما ذهب إلى المحكمة بلغوه أن هناك قطعة ذات قيمة لم يقم بإبراء ذمته منها . ولحسن الحظ ، فإن زوجي كان يحتفظ بأوراقه كاملة ، على الرغم من مرور هذه السنوات على تسريحه ، ومن بين هذه الأوراق ، الورقة التي تثبت تسليمه لتلك القطعة . وقد صدر البارحة قرار ببراءته .



* * * * *



وأما النقطة الجوهرية الثانية التي تطرحها هذه القصة القرآنية فهي البرهان الإلهي . ) ولقد همت به وهمَّ بـها لولا أن رأى برهان ربه ( [ يوسف : 24] .

فالبرهان هو الدليل القاطع الذي يقوم بعد مناقشة عقلية محضة ، فإذا كان من الله فهو دليل مانع لأي شك وصل الذروة في مناقشة عقلية ولم يصل فيها صاحبـها إلى اليقين . ففي حالة يوسف عليه السلام ، كان يرى – وهو يعيش في مجتمع وثني – انحلال هذا المجتمع وتفسخه ، فلا يقيم وزناً لخلق أو دين .

فامرأة العزيز عندما دعت النسوة ليروا جماله ، انبهرن به ، وقطعن أيديهن ، ولم يصدر عن امرأة منهن ما يدل على استنكارها ، لما تعرضه تلك المرأة عليهن .

مجتمع كهذا ليس للفضيلة مكان فيه، مرتع خصب لشاب أعزب ، تتنامى لديه الرغبة الجنسية العارمة التي يؤججها جو من الإباحية ، والتعري ، شبيه تماماً بما نراه في المجتمع الغربي اليوم .

ولكنه – في الوقت نفسه – يعيش في بيت رجل لم يجد منه إلا كل إحسان ورعاية ، فكيف يمكن له أن يرد على إحسانه بالإساءة ؟ وهل يتقبل عقله وضميره أن يخونه في زوجته ؟ هذا الصراع بين عقله وشهوته كان بحاجة إلى برهان . برهان يستند إليه يكون منجياً له من صراعه ، ومنقذاً له من معاناته .

إنه – وإن كان قد همَّ بـها – فإنه لا يزال يحتفظ بتلك القدرة العقلية والضميرية التي تغلب شهوته .

هذه المساحة المحدودة ما بين العقل والشهوة التي يتنامى أحدها على حساب الآخر ، كان بحاجة ماسة فيها إلى برهان يريحه . برهان يضع حداً فاصلاً ما بين هذا وذاك .

ولم يكن هناك من أحد يستطيع أن يبوح له بما يعانيه ، وليس هناك من رادع اجتماعي له فهو في بيئة غريب عنها ، ولم يعد هناك من باب يطرقه غير باب الله تعالى .

في هذا الموقف العصيب كان هناك البرهان الإلهي مادّاً حبل النجاة له . لقد كان نوراً إلهياً حقيقياً رآه بعينيه قاطعاً الشك باليقين المطلق . إنه الله الذي أكرمه بهذا البرهان فهو الذي يسمع ويرى .

لقد كان هذا المشهد النوراني لمحة كافية له لتنقله من العالم المادي المحيط به ، إلى العالم الروحاني المطلق .

ولكن ألم يكن إبراهيم عليه السلام وهو صاحب الإيمان المطلق بحاجة إلى برهان كهذا ؟ ألم يطلب من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ؟

ثم ألم يكن لوط عليه السلام بحاجة إلى برهان إلهي ينقذه وضيوفه مما أراد قومه أن يفعلوه بهم ؟ ألم يقل في هذا الموقف العصيب ) لو أنّ لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد ( [ هود : 80] ؟

في اللحظة الحاسمة الفاصلة يأتي البرهان الإلهي فيكون تكريماً عظيماً من الله سبحانه لعبده الصابر المُعاني الذي لا يجد عوناً من أحد إلا عون الله له . وهكذا يكون هذا البرهان تكريماً من الله لعبد يستحق هذا التكريم .

إن هذا البرهان الإلهي يأتي لصاحبه مرّة واحدة فقط . ولن يكون هناك بعده حاجة لبرهان آخر .

هذه الحقيقة في البرهان تتعرض باستمرار لاستخدام كاذب من أولئك المشاركين ، مدعين أنّ فلاناً سيحدث معه كذا ، فإذا سئلوا عن مصدر علمهم بهذا قالوا : شيء أكرمنا الله به .

ونختتم هذا الفصل بأصل من أصول هذا العلم وهو اجتماع النسوة ، فكل اجتماع لهن دليل على مصيبة ستحدث في مكان اجتماعهن ، ولو كان ذلك في الحرم .

وللغة دور في تأكيد هذا الأصل حيث لفظة ( المأتم ) هي لفظة خاصة باجتماع النساء حصراً سواء كان هذا الاجتماع لخير أو لشر . ومن نافلة القول أن الناس يستعملونها للدلالة على المصيبة ( [18] ) .

* * * * *





هذا النور الإلهي الذي يصاحب البرهان يمنح صاحبه صفاءً ذهنياً وعقلياً ونفسياً لا مثيل له . ولا يعرفه حق المعرفة إلا من تذوقه .

وهذا مصداق قوله تعالى : ) ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ([ النور :40] .

ولابد لكل من أذن الله له بالخوض في علم كعلم التأويل من أن يكون قد رأى هذا النور الإلهي الذي منه يستمد هذا الإلهام في تأويله . وهنا نتوقف عند تحليل الرؤيتين اللتين عُرضتا على يوسف وهو في السجن . ويكون ترتيبهما الرؤيا الثالثة والرابعة في القرآن الكريم :

3- الرؤيا الأولى : ساقي الملك . قال : ) إني أراني أعصر خمراً ([ يوسف :36] .

إن هذه الرؤيا هي خير مثال للرؤيا الصادقة لأنها تحوي الشروط الأربعة التي حددتها في فصل سابق لها .

وإنني إذ أقوم بتحليلها فإنني أفعل ذلك ، وكأنها تُعرض علي اليوم ، فماذا عساي أن أقول فيها ؟ إن مصر لم تكن في يوم من الأيام منتجة للعنب ، ولذلك فإنهم مضطرون لاستيراد الخمر مصنعاً من بلاد الشام . فجودة الخمر مرهونة بجودة العنب الذي يصلح للتخمير .

هذه الخمر المصنعة ربما ترضي أذواق العامة من الناس ، أما القصور الملكية التي تقدمه شراباً لضيوفها ، فإنها تحتاج إلى خمر مصنعة من أجود أصناف العنب ، وتحضرها أيد خبيرة ، لها باع طويل في تصنيعه بيديها بما يرضي مذاق الطبقة الراقية الخبيرة بأنواعها ، ومدة تخزينها . وهذا كان يفرض عليهم استيراد العنب من بلاد الشام ، متحملين بذلك غلاء ثمنه ، وتكاليف نقله ، وتوفير الشروط التي تمنعه من التلف ، ليصل سالماً مُهيئاً للتخمير .

هذه الشروط تجعله بعد تصنيعه خمراً غالية الثمن لا يستطيعها عامة الناس ، وبحاجة كما قلت لأيد خبيرة ماهرة تجعل منه خمراً ذا مذاق يرضي الطبقة الحاكمة ، وضيوفها الذين يردون عليها .

ومما لا شك فيه أن هذا الساقي قد تحدث مع يوسف عليه السلام في سجنه واصفاً له خبرته في تصنيع الخمر . هذا البعد الاجتماعي والمهني لم يغب عن ذهن يوسف عندما عُرضت عليه رؤيا هذا الساقي . ولهذا أوّلها له فقال : ) أما أحدكما فيسقي ربه خمراً ( [ يوسف :41] .

فقد أدرك أن عصر هذا الساقي للخمر لا يكون إلا في القصر الملكي ، وخبرته في تصنيعها تجعله مقتدراً على استيعاب الأسلوب الراقي في تقديمها لضيوف القصر الملكي .

ويعتبر العصر هنا والعصير في تأويل رؤيا الملك القادمة . أصل من أصول هذا العلم يدل على فرج وخير قادم للرائي إن كان مفرداً ، وللجماعة إن كان عاماً . بعد شدة وضيق .

engmze
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اقوال من مصطلحات القران الكريم Empty رد: اقوال من مصطلحات القران الكريم

مُساهمة  engmze الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 17:02

4- وأما الرؤيا الرابعة التي عرضها القرآن الكريم وهي الثانية التي أوّلها يوسف عليه السلام في السجن إنها رؤيا الخباز الذي قال :

) إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه ([ يوسف :36] .

وكان تأويله لها ) وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ([ يوسف :41] .

وتنطبق على هذه الرؤيا الشروط الأربعة التي يقتضيها صدقها ، فهي قصيرة وألفاظها قليلة ، وقد وعاها ذهن الرائي ، وأخيراً حملت هدفاً كان إنذاراً بسوء مصيره .

ومما لا شك فيه أن يوسف عليه السلام قد استمع إلى قصة هذا الخباز باعتبارهما سجينين ، لكنه ربما كان كاذباً في رواية سبب سجنه . محاولاً أن يبرأ نفسه مما هو منسوب إليه .

إذ أن من أهداف الرؤيا الصادقة أن تنفي باطلاً أو تثبت حقيقة فجاءت هذه الرؤيا لتحمل بعداً اجتماعياً يقرر فيما بعد مصير هذا الخباز .

ففي عصرهم كان الخبز يباع معروضاً على طبق من قش ، يحمله الأجير على رأسه ، متنقلاً فيه من حي إلى حي . فلما رأى أن الطير تأكل من هذا الخبز فقد استدل منه على أن حامله مفقود ، إذ أنه لو كان حياً لما اقتربت الطير منه .

ومما هو مألوف أن ترد الطيور غير اللاحمة البيادر تلتقط منها الحب الذي تركه الفلاحون بعد جمعه . لقد أثبتت هذه الرؤيا ليوسف عليه السلام ان هذا الخباز ارتكب الجريمة التي يستحق عليها القتل .

وأما أنه قال ( فيصلب ) فقد كانت عقوبة الإعدام في عصرهم هو الصلب ، والمصلوب في العراء يكون عرضة لوقوف الطير عليه ناهشة من رأسه .

ويعتبر رؤية الخباز في النوم هو رؤية لرجل مشاغب ذي مشاكل كثيرة ، وخاصة لملامسته النار بشكل دائم . ورؤية الحب المنثور دليل على أرزاق ضائعة لا تجد من يطالب بـها . ورؤية المصلوب دليل على ثبات التهمة التي تنسب لهذا الرجل أو ذاك . والناقر حي والمنقور هالك . وهذا الأصل تؤكده الرؤيا التي رآها عمر بن الخطاب لنفسه فهو يقول : رأيت كأن ديكاً نقرني نقرتين أو ثلاث .

فلما قص رؤياه على أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت له :

يقتلك رجل من العجم المماليك .

فكان تأويل الديك رجلاً أعجمياً ، وتأويل النقر الطعن . وقد طعنه لؤلؤة الفارسي طعنتين أو ثلاث كما قالت الرؤيا ، وكانت بذلك نهاية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( [19] ) .

وهذا كله أصول من أصول هذا العلم .



* * * * *



5- الرؤيا الخامسة التي عرضها القرآن الكريم ، وهي الثالثة والأخيرة التي أوّلها يوسف عليه السلام وكانت سبباً في خروجه من السجن .

) وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأُخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ، قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ( [ يوسف : 44]

ولي عند هذه الرؤيا وقفة متأنية أعالج فيها أموراً عدة منها :

أن العصور القديمة أفراداً ومجتمعات كانوا يولون الرؤيا الصادقة أهمية كبرى ، ويؤمنون بـها وبإلزاميتها . ولهم فيها مقاييس ثابتة ، اعتبرت بالنسبة إليهم ، ولا تزال كذلك ، بالنسبة إلينا أصولاً يعتدّ بـها من أصول هذا العلم .

فعلى مستوى الأفراد ، مرّت بنا رؤيتا السجينين مع يوسف عليه السلام ، ولكن في هذه الرؤيا يستوقفني قول الملك ) أفتوني في رؤياي (

وتشير المصادر التاريخية التي تتحدث عن الطب عند قدماء المصريين . إلى وجود مكتب خاص في القصر الملكي ، يضم فيه نخبة من المعبرين . ويؤكد قول الملك هذا وجود طائفة منهم بين يديه ، قصّ عليهم رؤياه .

وما كان ذلك إلا لإدراكهم لأهمية الرؤيا ، وما تحمله من توجيه وتنبيه ومساعدة للملك في إدارة شؤون الحكم ، والقيام بمصالح الشعوب .

لقد مكنت هذه الرؤيا ، هذا الملك ، من أن يسلك الطريق الذي أنجاه وشعبه من كارثة محققة كانت ستحل بهم .

فسبع سنوات متتالية من الجفاف ، والقحط المريع ، كانت كافية ليذوق شعب مصر مرارة الجوع ، وغلاء الأسعار ، وقلة الموارد .

لقد كانت رؤيا الملك ، بعد إيمانه بـها ، وبعد أن نفذ مقتضاها ، منجاة لشعب بكامله مما ينتظره من مآس وويلات .

وإذا كان إيمان الأفراد بالرؤيا الصادقة له تلك المكانة في تلك العصور ، فإن إيمان المجتمعات لم يكن يقل أهمية في إيمانها بـها عن الأفراد . وسنعالج ذلك عند الحديث عن معركة بدر .

والنقطة الثانية التي تعالجها هذه الرؤيا قول الملك ) أفتوني في رؤياي ( وقول المعبرين عنها ) أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ( .

لقد كانت هذه الرؤيا من الصدق والوضوح ما جعل الملك يطلق عليها اسم رؤيا ، فقد كانت رموزها مما يستحيل على أي متخيل أن يستجمعه . لقد كانت رموزها منصرفة عن ذهن الملك تماماً . مما جعله يدرك أن هذه الرؤيا من الله سبحانه لا من صنع خياله .

أما المعبرون فقد وجدوها طويلة ، ذات ألفاظ كثيرة ، فنفوا عنها صفة الرؤيا . وهي في حقيقتها أطول رؤيا عرضها القرآن الكريم من حيث عدد ألفاظها . إذ أنه من الثابت لديهم أن الرؤيا الصادقة ألفاظها قليلة .

ولنا وقفة أخرى عند الفروق بين الرؤيا والحلم عندما نتوقف عند تحليل رؤيا بسمارك كما وصفها ( فرويد ) في كتابه تفسير الأحلام .

ولا يسعني هنا إلا أن أنبه إلى حقيقة رحمة الله تعالى بالملوك والرؤساء الذين يتحملون مسؤولية شعوبهم ، فهم في حقيقتهم نواب عن الله في أرضه ، يحكمون بأمره ، وعلى أيديهم تجري أرزاقهم ، وتصريف شؤونهم في أمور دنياهم ، من عدالة ، وأرزاق ، ومعاملات .

ولطالما هم يتحملون هذه المسؤولية التي كلفوا بـها بإرادتهم أو بغير إرادتهم ، وبعلمهم أو بغير علمهم ، فإن من رحمة الله تعالى بهم أن يكرمهم بالرؤى الصادقة التي تعينهم على تحمل هذه المسؤوليات الجسام .

وما رؤيا هذا الملك إلا تطبيق عملي لرحمة الله تعالى به وبشعبه .

أما كيف استطاع يوسف عليه السلام أن يعبّرَ هذه الرؤيا هذا التأويل المبدع ؟ فهنا يكمن الإلهام الذي يفتقده المعبرون المجتهدون .

لقد قسّم يوسف عليه السلام رؤيا الملك إلى قسمين متساويين فكانت البقرات السمان دليل خصب للقرينة التي تصاحبها وهي ( سنبلات خضر )

وكانت البقرات العجاف دليل قحط للقرينة التي تصاحبها وهي ( وأُخر يابسات ) .

أما كيف استدل يوسف عليه السلام بأن نهاية هذا القحط هو سنة مخصبة فهذا ما خصّ الله به يوسف في تأويله . إذ لم يرد في ألفاظ الرؤيا ما يشير إلى ذلك .

لقد وفرت هذه الرؤيا لشعب بكامله ، الوسائل التي تمكنه من أن يتحكم في شؤون حياته لمدة خمسة عشر عاماً . وإنها لمدة زمنية طويلة ، كان من الممكن – لولاها – أن يعاني هذا الشعب معاناة حقيقية .

لقد كان تأويل يوسف عليه السلام لها ) تزرعون سبع سنين دأباً ، فما حصدتم فذروه في سنبله ( [ يوسف : 47 ] حلاً مسبقاً لمشكلة قادمة .

وعلى هذا فإن البقرة السمينة خصب سنة ، والهزيلة فقر سنة . والسنابل الخضر خير عميم ، والسنابل اليابسة تخزين لشدة . والغياث فرج قادم بعد سنة ، من ضيق وعسر . والعصر فرج ، والعصير رزق ورخاء ، فإن كان المعصور في أوانه كان رزقاً حاضراً ، وإن كان في غير أوانه ، فهي أرزاق قادمة مجهولة المصدر ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وكل هذه الألفاظ أصول من أصول هذا العلم .

وهنا لا بد من أن أذكر تلك الرؤيا التي أوّلتها لصديق طبيب كان يعمل في دولة خليجية ، ولأمر ما صدر قرار بإبعاده ، ولم يستطع لقصر المدة الممنوحة له للمغادرة من أن يحصل على تعويضه لسنوات خدمته . فقال :

رأيت في نومي طالبين كانا يدرسان معي في كلية الطب أحدهما ( غياث ) والثاني ( نهلة ) قلت له على الفور : ما أخبار تعويضاتك عن سنوات خدمتك ؟

قال : ولمَ تسأل عن هذا الموضوع الذي لم يخطر لي على بال ؟

قلت : تعويضاتك ستصل إليك بعد عام من الآن ، وعندما تأتيك ستكون بأمس الحاجة لها .

قال : كيف ربطت هذا ؟

قلت : اسم غياث فيه دلالة على الفرج بعد الشدة ، ولكن بعد سنة من تاريخ الرؤيا . لقوله تعالى ) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس ( لقد تحددت مدة الغياث بعام . وأما اسم ( نهلة ) فالنهل هو شربة الظمآن الأولى بعد عطش شديد .

engmze
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اقوال من مصطلحات القران الكريم Empty رد: اقوال من مصطلحات القران الكريم

مُساهمة  engmze الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 17:05

6 - معركة بدر

هي المعركة الفاصلة الأولى في تاريخ الإسلام . ولا أريد لحديثي هذا أن يكون تكراراً لما قاله المؤرخون والمحللون والعسكريون عن هذه المعركة .

وإنـما يقتصر حديثي على دور الرؤيا الصادقة التي سبقت هذه المعركة ، ومن خلالها نعالجها . ونبدأ بالرؤيا الصادقة التي رآها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فالله سبحانه يقول : ) إذ يريكهمُ الله في منامك قليلاً ، ولو أراكهم كثيراً لفشلتم وتنازعتم في الأمر ، ولكنّ الله سلّم ، إنه عليم بذات الصدور ( [ الأنفال :43]

لقد كانت رؤية النبي I لأعداد المشركين قليلة العدد ضرورية له ، لمعان عدة كانت تجول في خاطر النبي الكريم قبلها .

إنه – هو نفسه – لم يخض معركة حقيقية من قبل ، وكل خبرته في القتال كانت عندما كان حدثاً لا يزيد عمره عن ستة عشر عاماً ، عندما شارك أعمامه في حرب الفجار ، حيث كان يجمع النبل لأعمامه .

إنه – الآن – ليس جندياً في المعركة ، بل هو قائد لها . وهذا يحمّله – وحده – مسؤولية النصر أو الهزيمة فيها .

ثم إنه يقود جيشاً من عدد قليل ، ولم يتهيأوا – بعد – لا عسكرياً ولا عقائدياً لمعركة حاسمة كهذه . فبعضهم لا يزال حديث العهد بالإسلام ، والبعض الآخر لا يملك العدة اللازمة لخوض معركة .

هذا الوضع الخاص الذي لا يتفهمه أحد كما يتفهمه النبي الكريم ، يستلزم إشارة خاصة من الله تعالى ، تعرّفه أين يضع قدمه ؟ وأين تسير به رجلاه ؟

وما كان الله عز وجل ليضنّ على نبيّه ببشارة تمنحه الثقة والاطمئنان اللذين هما بأشد الحاجة إليهما . فجاءت هذه الرؤيا الصادقة – قبل المعركة – مبشرة له بتحقيق النصر فيها .

( لقد رأى جيش المشركين قليل العدد ) وقد كانت البشارة في هذه الرؤيا حاضرة من خلال الآية الكريمة ) وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ([ البقرة :249] . هذه البشرى التي حملتها الرؤيا ، جعلت النبي الكريم I متيقناً من النصر . ولهذا نراه يقول لأصحابه : سيروا و أبشروا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأنني أنظر إلى مصارع القوم ( [20] ) .

وتتكرر لفظة الوعد بالنصر في قول الرسول الكريم I : (( اللهم فنصرك الذي وعدتني )) ( [21] ) .

هذا هو حال المؤمنين في المدينة بقيادة الرسول I ، فما حال المشركين في مكة بقيادة أبي جهل عمرو بن هشام ؟

تغطي رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب عن معركة بدر الوجه الآخر لحال المشركين في مكة قبل المعركة .

حيث يروي لنا ابن هشام في سيرته هذه الرؤيا فيقول :

قال ابن اسحق ، فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ، وعن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قالا :

وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب ، قبل قدوم ( ضمضم ) مكة بثلاث ليال ، رؤيا أفزعتها . فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب ، فقالت له : يا أخي ، والله لقد رأيت هذه الليلة رؤيا أفظعتني ( أي اشتدت عليّ ) وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ، فاكتم عني ما أحدثك به .

فقال لها : وما رأيت ؟ قالت : رأيت راكباً أقبل على بعيره ، حتى وقف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته :

ألا انفروا يا لَغُدُر لمصارعكم في ثلاث . فأرى الناس اجتمعوا إليه ، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه . فبينـما هم حوله مَثُلَ به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها : ألا انفروا يا لَغُدُر لمصارعكم في ثلاث .

ثم مَثل به بعيره على رأس ( أبي قبيس ) فصرخ بمثلها .

ثم أخذ صخرة فأرسلها ، فأقبلت تهوي . حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت ( أي تفتت ) ، فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار ، إلا دخلتها منها فَلَقة .

قال العباس : والله إن هذه لرؤيا ! وأنت ، فاكتميها ولا تذكريها لأحد .

ثم خرج العباس ، فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وكان له صديقاً ، فذكرها له واستكتمه إياها .

فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، ففشا الحديث بمكة ، حتى تحدثت به قريش في أنديتها .

قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت ، وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة .

فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا .

فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم . فقال لي أبو جهل : يا بني عبد المطلب ! متى حدثت فيكم هذه النبيّة ؟

قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : تلك الرؤيا التي رأت عاتكة ؟

قال : فقلت : وما رأت ؟

قال : يا بني عبد المطلب ! أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ؟ قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال : انفروا في ثلاث ، فسنتربص بكم هذه الثلاث ، فإن يك حقاً ما تقول فسيكون . وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء ، نكتب عليكم كتاباً ، أنكم أكذب أهل بيت في العرب .

قال العباس : فوالله ما كان مني إليه كبير ، إلا أني جحدت ذلك ، وأنكرت أن تكون عاتكة رأت شيئاً . قال : ثم تفرقنا .

فلما أمسيت ، لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني . فقالت :

أأقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ، ثم قد تناول النساء ، وأنت تسمع ، ثم لم يكن عندك غِيَرٌ لشيء مما سمعت !

قال : قلت : قد والله فعلت ، ما كان مني إليه كبير ، وأيمُ الله لأتعرضن له ، فإن عاد لأكفينّكنّه .

قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة ، وأنا حديد مُغضب ، أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه .

قال : فدخلت المسجد فرأيته ، فوالله إني لأمشي نحوه أتعرّضه ، ليعود لبعض ما قال فأقع به ، وكان رجلاً خفيفاً ، حديد الوجه ، حديد اللسان ، حديد النظر .

قال : إذ خرج نحو باب المسجد يشتدّ . قال : فقلت في نفسي : ما له ؟ لعنه الله . أكلّ هذا فَرَقٌ مني أن أشاتمه ؟

قال : وإذا هو قد سمع ما لم أسمع : صوت ضمضم بن عمرو الغفاري ، وهو يصرخ ببطن الوادي ، واقفاً على بعيره ، وقد جدع بعيره ، وحول رحله ، وشق قميصه ، وهو يقول : يا معشر قريش ! اللطيمة ، اللطيمة . أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها . الغوث ، الغوث .

قال : فشغلني عنه ، وشغله عني ما جاء من الأمر ( [22] ) .
.

engmze
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى