عالم الرؤيا والاحلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرؤيا بصيرة المستقبل

اذهب الى الأسفل

الرؤيا بصيرة المستقبل Empty الرؤيا بصيرة المستقبل

مُساهمة  engmze الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 17:07


الرؤيا بصيرة المستقبل
كان يوسف الثاني عشر من ابناء يعقوب ( إسرائيل ) و هو حفيد ابراهيم الخليل ، و أبن اسحاق ، و كان بالرغم من صغر سنه الأكفأ بين أخوته ، و لذلك أختاره الله ليكون وريث الرسالة إذ ان .

" الله اعلم حيث يجعل رسالته "

و قام ذات صباح مسرعا الى أبيه يقص عليه خبر رؤياه العجيبة . و هو آنئذ غلام مراهق مضى من عمره أثنى عشر ربيعا .

ماذا رأى ؟ رأى أحد عشر كوكبا كما رأى الشمس و القمر ، ثم كانت دهشته كبيرة حين رآهم كأنهم يسجدون له .

[ إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين ] أول نصيحة قدمها يعقوب لابنه و قبل ان يفسر رؤياه هي التحذر من أخوته الا يحسدوه .

[ قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ]أي يدبروا لك سوء ، و السبب أن نوازع الشر موجودة لدى البشر ، و الشيطان يدغدغ هذه النوازع ليثيرها .

[ إن الشيطان للانسان عدو مبين ]

ولان يوسف الأخ الأصغـر لأخوته ، ولأنه من أم أخرى يقال ان أسمها ( راهيل ) وقد توفيت ، وكان يحن عليه أبوه لتعويضه عن الحنان الأمي المفقود فكان الجو مهيأ لتنامي الحسد فيهم . لذلك حذر ، منهم يعقوب .

و جاء في حديث ان تظاهر يعقوب بحب يوسف كان السبب في إثارة أخوته عليه ، بينما المفروض ان يخفي الأب شدة حبه لأحد أولاده عن أنظار الآخرين لكي لا يحسدوه و ربما كـــان في تظاهر يعقوب في حبه لأبنه يوسف أحترامه للخصال الكريمة التي كانت عنده ، و ذلك بهدف تشجيع الآخرين على التحلي بها .

على العموم كان يعقوب يعرف مدى حسد أخوة يوسف تجاه اخيهم النابة و يتحذر من اثارة الحسد .

ثم فسر يعقوب رؤيا يوسف ، و بين أنها تدل :

أولا : على ان الله سوف يصطفى يوسف ، و يرزقه علما بعواقب الأمور التي سماها بتأويل الأحاديث . أي معرفة ما يؤل اليه الأحاديث - و كيفية جريانها .

ثانيا : أنه سوف يتم نعمته عليه بنصرته على أعداؤه كما فعل بآبائه الصالحين .

[ و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يتم نعمته عليك و على آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم و إسحاق إن ربك عليم حكيم ]يعلم ما يخفيه الناس و ما يظهرونه من نية و عمل . فيؤتيهم بصلاح نيـــاتهم و أعمالهم . لذلك فهو قد أجتبى يوسف بحق ، و بقية القصة تدل على ذلك .

لقد كان في قصص يوسف . و قصص أخوته الذين كادوا له في البدء ثم تابوا و أصلحوا - كان للناس - فيها آيات تهديهم الى طبيعة الانسان في كبوته أمام الشهوات ، ثم تعرضه للآلام ، و أخيرا توبته و إصلاح نفسه ، و لكن هذه العبرة ليست لكل الناس بل للسائلين منهم الذين يبحثون عن الحقيقة لأحساسهم بمدى الحاجة اليها .

[ لقد كان في يوسف و إخوته آيات للسائلين ]

فما هي تلك الآيات ؟ سوف نجد نوعين من العبر التاريخية في قصة يوسف و أخوته .

الأولى : ان العاقبة للمتقين ، و هذا النوع يتبين لنا في نهاية القصة فقط .

الثانية : آيات تكشف نفسية البشر ، و طبيعة القوى المتناقضة في ذاته ، و كيف يعين الله عباده في الأوقات الحرجة ، و ما أشبه من العبر التي تستوحى من اللحظات الحساسة في القصة . لذلك علينا ان نلاحظ في تدبرنا لقصة يوسف هذين النوعين من الآيات المفيدة للسائلين .


المؤامرة :

جلس أخوة يوسف يتآمرون و قالوا : ان يوسف و اخاه من أمه أحب الى قلب أبينا منا ، بينما نحن أكثر عددا منهم ، و ينبغي ان نكون نحن الوارثين لأمجاد أبينا ، فابونا إذا في ضلال مبين .


[ إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا و نحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ]قال بعض المفسرين ما يلي : أي في ذهاب عن طريق الصواب الذي هو العدل بيننا في المحبة ، و قيل معناه : أنه في خطأ من الــرأي فــي أمور الأولاد و التدبير الدنيوي ، و نحن أقوم بأمور مواشيه و أمواله و سائر أعماله ، و لم يريدوا به الضلال عن الدين لأنهم لوارادوا ذلك لكانوا كفارا ، و ذلك خلاف الاجماع . (1)و يبدو ان الضلال المقصود انما هو الضلال عن الطريق القويم في معاملة أبنائه .

و اذا كان الأب في ضلال فلابد أن يعارضوه و يقاطعوه ، و لكنهم كادوا ليـــوسف - أخيهم البريء - و تآمروا على أن يقتلوه ، أو ينفوه في ارض بعيدة يموت فيها .

و السبب : ان منطلقهم الفكري كان ( العنصرية ) التي اوحت اليهم بأنهم ما داموا عصبة فهم أفضل من غيرهم ، و هذا هو منطق القوة الذي يتكلم به كل الطغاة ، و اذا كان اخوة يوسف يقيمون أنفسهم وفق المقاييس الرسالية لعرفوا بأن صفات يوسف الرسالية أحسن من صفاتهم، فهو أحق بحب والدهم منهم لذلك قالوا :

[ اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم و تكونوا من بعده قوما صالحين ]ان اخوة يوسف حاولوا الجمع بين الدين و الدنيا ، بين الحق و الباطل ، فمن جهة أثارهم حسدهم و نظرتهم العنصرية الى أنفسهم . نحو قتل أخيهم البريء ، و من جهة(1) مجمع البيان الجزء الخامس / ص 212


ثانية فكروا في أن يصبحوا صالحين في يوم من الأيام .

و ادرك احدهم حنان الأخوة .

[ قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين ]غيابت الجب شبه طاق فوق ماء البئر ، و يقال : ان قائل هذا القول هو ( لاوي ) من أخوة يوسف ، و يقال : انه كبيرهم الذي رفض مواجهة ابيه عندما أخذ اخاهم منهم عندما اتهمه يوسف بالسرقة خدعة ، و هكذا انصرفوا عن قتل يوسف . و اجمعوا على أن يجعلوه قريبا من البئر في الصحراء ليأخذه بعض المارة لقيطا .

وهؤلاء اخوة يوسف الذين تآمروا عليه حرموا النبوة ، بالرغم من توبتهم اخيرا ، و أنهم الأسباط الذين أنحدرت من نسلهم الأنبياء ذلك لان النبوة لا تعطى لمثل هؤلاء الذين يقومون بمعاصي كبيرة في حياتهم ، فالله أعلم حيث يجعل رسالته .

engmze
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى